العلي
اللهم يا عَلِيّ ، يا مَن عَلوتَ
في ذاتِك عن المِثلِ والشَّبيهِ ، وعن المكانِ بعُلوِّ المكانةِ والرتبةِ ، وعن الجهاتِ
بالإحاطةِ ، فأنتَ بِكلِّ شيءٍ مُحيطٍ ، ولا يُحاطُ بكَ عِلماً ، وعَلوتَ عن الزمانِ
فكنتَ الأولَ بلا ابتداءٍ ، والآخِرَ بلا انتهاءٍ ، أبدياً ديمومياً سرمدياً ، صلِّ
وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبد العليِّ ، وعلى آلِهِ ، الذي أعليتَ مَقامَهُ
فجاوزَ سِدرةَ المُنتهى ، وأعليتَ قدرَهُ فصارَ نبياً للأنبياءِ بالإقرارِ لهُ بالنبوةِ
وهُمْ في عالمِ الأرواحِ ، وأعليتَ هِمَّتَهُ فلمْ يلتفتْ لِغيركَ ، وآتيتَهُ المقامَ
المحمودَ الذي انفردَ بهِ على سائرِ خلقِكَ فلمْ يَبلُغْهُ نبيٌّ ولا ملَكٌ ، صلِّ
يا ربِّ عليه صلاةً تُعلي بها هِمَّتي عن سفاسفِ الأمورِ ، فلا أقنعَ إلا بأرفعِها
قدْراً ، وتُعلي بها نفسي على شهواتِها فلا تعصيَك ، وعلى شيطاني فلا يُغوِيَني ، وعلى
جسدي فلا يُردِيَني ، وعلى حِرصي فلا أَذِلَّ ، وعلى طَمَعي فأقنعَ بما رزقتَني وأقمتَني
فيه ، وأعلوَ بها عن الباطلِ إلى الحقِّ ، وعن الحَيْرَةِ إلى الهِدايةِ ، وعن الجهلِ
بالعِلمِ والمعرفةِ ، وعلى ضعفي بقوتِكَ ، وعلى عجزي بقدرتِكَ ، وعلى فقري بغناكَ ،
فلا أرجوَ إلا إياكَ ، ولا أستعينَ بِسواكَ ، بتوفيقِكَ يا عليُّ يا كبيرُ يا حليمُ
يا عليمُ يا اللّه
الكبير
اللهم يا كَبِيرُ يا أكبرُ يا اللّه
صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الكبيرِ ، وعلى آلِهِ ، الذي تعلّقَ وتخلّقَ
وتحقّقَ بالكبيرِ ، فصَغُرَتْ أمامَهُ العقباتُ ، ولانَتْ لهُ الصّعابُ ، وأنارتْ بهِ
المُدلَهِمّاتُ ، فتحقّقَ بذلكَ ، فكبُرَ في عيونِ الأكوانِ ، فوَسِعَها عِلماً ورحمةً
وشفاعةً وهِدايةً ، صلاةً أُكبِّرُكَ بها تكبيراً ، وأحمدُكَ بها حمداً كثيراً ، وأُسبِّحُكَ
بُكرةً وأصيلاً ، فأصيرَ كبيراً أمامَ أعدائي: نفسي وشيطاني ، فلا أخضعُ لِشهوةٍ أو
غِوايةٍ ، بل أتكبَّرُ على الغفلةِ بالذكرِ ، وعلى المعصيةِ بالطاعةِ ، وعلى النفسِ
بالمُخالفةِ ، فأصيرُ روحانياً مَلَكِياً مَلَكوتِياً ، مُطهَّراً بتوفيقِكَ ، يا كبيرُ
يا مُتعالِ
الحفيظ
اللهم يا حَفِيظُ احفظْني بحفظِكَ
، واكْلأني بِكِلاءَتِكَ ، ويا حافظُ كما حفّظتَني كتابَكَ احفظْني "إِنْ كُلُّ
نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ” “فَاللَّهُ خَيْر حَفِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الْرَاحِمِينَ"
، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الحفيظِ ، وعلى آلِهِ ، الذي حفِظْتَهُ
مِن الخَلقِ بِقولِكَ: "وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ" ، وحفظْتَ كتابَهُ
بِقولِكَ: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الْذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"
فكانَ حفيظاً محفوظاً بِحفظِكَ ، عليماً بِتعليمِكَ وعِلمِكَ ، فحفِظْتَ بهِ مِن قَبْلُ
نوحاً مِن الغرَقِ ، وإبراهيمَ مِن الحرَقِ ، وإسماعيلَ مِن العطشِ بِزمزمَ ، ومِن
الذبحِ بالفداءِ ، وحفظْتَ والدَهُ عبدَ اللّهِ مِن الذبحِ بِمائةٍ مِن الإبِلِ ، وحفظْتَ
الكعبةَ مِن الفيلِ بالطيرِ الأبابيلِ ، فبلّغَ شرعَكَ ودينَكَ على وِفقِ مُرادِكَ
، صلِّ يا ربِّ عليهِ صلاةً تحفظُني بها مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ ، في نفسي وعقلي ووِجداني
، وفي ديني ودُنيايَ وآخرَتي "لَهُ مُعَقِّبَتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ" ، فاجعلْني يا حفيظُ حافظاً لِكتابِكَ وسُنةِ
نبيِّك صلى اللَّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم ، مُحافظاً عليهما ، عاملاً بهِما ، مُبلِّغاً
عبادَك سُبُلَ رشادِكَ ، حتى ألقاكَ على أكملِ حالٍ مِن الحفظِ والهدايةِ ، يا مَن
هوَ على كلِّ شيءٍ حفيظٌ يا اللّه
المقيت
اللهم يا مُقِيتُ ، صلِّ وسلِّم
وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ المقيتِ ، وعلى آلِهِ ، الذي تعلّقَ بالمُقيتِ ، فكانَ
يَبيتُ عندَ ربِّهِ فيُطعِمُهُ ويَسقيهِ ، فواصلَ الصيامَ ونهى غيرَهُ لِبيانِ كمالِ
خُصوصيتِهِ ، وتخلّقَ بهِ فأطعمَ الجموعَ الغفيرةَ مِن الطعامِ القليلِ بِبركتِهِ ،
وسقى الجيوشَ مِن الماءِ النابعِ مِن بينِ أصابعِهِ الشريفةِ ، ولَم يرُدَّ سائلاً
إلا بِحاجتِهِ ، وحلبَ الشاةَ الحائلةَ وقتَ الجفافِ ، وحيثُما حلَّ حلَّ معهُ الرخاءُ
، وأشارَ إلى السماءِ فأمطرَتْ ، وغرَسَ النَّخَلاتِ بِيدِهِ فأثمرَتْ مِن عامِها ،
وأقاتَ الأرواحَ بالحقائقِ ، والقلوبَ بالمعاني ، والأسرارَ بالأُنسِ والمشاهدةِ ،
كما أقاتَ الأبدانَ بأطايِبِ الطعامِ والشرابِ ، وتحقّقَ بهِ فأُوتيَ مفاتِحَ خزائنَ
الأرضِ في الدنيا ، ومفاتحَ الجنةِ في الآخرةِ ، صلاةً تكونُ لِبدني قوتاً ، ولِقلبي
شِفاءً ، ولِروحي خَلاصاً وإخلاصاً ، ولِسِرّي حُباً وأُنساً واشتياقاً ، فأستغنيَ
بالمُقيتِ عن القوتِ ، وأكونَ مُقيتاً لِغيري ، يا اللَّهُ يا مُقيتُ
الحسيب
اللهم يا حَسِيبُ في ذاتِكَ وصفاتِكَ
جلالاً وشرَفاً وكمالاً ، ويا سريعَ الحسابِ ، يا ربَّ العِبادِ ويا كافيَ كلِّ مَن
استعانَك ووالاكَ ، فنِعمَ الحَسْبُ أنتَ ونِعْمَ الوكيلُ ، صلِّ وسلِّم وبارك على
سيدِنا محمّد ، عبدِ الحسيبِ ، وعلى آلِهِ ، الحسيبِ النسيبِ ، سيدِ وَلَدِ آدمَ ،
الذي استكفاكَ فكَفَيْتَهُ ، واستعانَكَ فأعنتَهُ ، وتوكلَ عليكَ فكُنتَ حَسْبَهُ ،
وعلَّمْتَهُ عدَدَ السنينَ والحسابَ مِن حركةِ الأفلاكِ ، لِيُعلِّمَ الناسَ مواقيتَ
الصلاةِ ، وهِلالَ رمضانَ ، والأشهُرَ الحرامَ لِأداءِ الحجِّ والصيامِّ وزكاةِ الأموالِ
، ولِيعَلِّمَ الناسَ كيف تُسْتَوْفى الحقوقُ ، وتتَيَسَّرُ لهم أسبابُ المعاشِ وراحةُ
البالِ ، وقلتَ في مُحكمِ الكتابِ: "هُوَ الْذِي جَعَلَ الْشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ
نُورَاً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ الْسِّنِينَ وَالْحِسَابَ"
، صلاةً تكونُ بِها حَسْبي ، فتكفِيَني وتهدِيَني لِأحاسِبَ نفسي فلا تُطغِيَني ، فأزدادَ
إيماناً وإحساناً ، فأنتسِبَ إلى حبيبِكَ ومُصطفاكَ القائِلِ: "كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ
مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلّا مَا كَانَ مِنْ سَبَبِي وَنَسَبِي" ، وأنالَ
مِن شرفِ قولِكَ: "يَأَيُّهَا الْنَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ
مِنَ المُؤْمِنينَ" ، لِأكونَ ممّنْ يدخلونَ الجنةَ بِغيرِ حسابٍ ولا سابقةِ عذابٍ
يا ربَّ العالمينَ ، فأنتَ حسبي ونِعمَ الوكيلُ
الجليل
اللهم يا جَلِيلُ ، صلِّ وسلِّم
وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الجليلِ ، وعلى آلِهِ ، الذي تجلَّيتَ عليهِ بصفةِ الجلالِ
، فحلَّيتَهُ بالهيبةِ والوقارِ ، فلمْ يَنظرْهُ إنسانٌ إلا أخذَتْهُ رِعْدَةٌ تحميهِ
مِن سلطانِ جمالِ طلعتِهِ ، فصارَ جلالُهُ نِقاباً لِجمالِهِ ، فلا يفتَتِنُ ناظرُهُ
كما حدثَ لِصواحِبِ يوسفَ ، ولا يتجرَّأُ عليهِ سفيهٌ لِكمالِ تواضعِهِ ، فصارَ الجلالُ
حِصناً احتمى فيهِ الجمالُ ؛ توقيراً لهُ مِن السفهاءِ وأهلِ الجُرأةِ ، وحمايةً لأصحابِهِ
مِن سلطانِ جمالِهِ ، صلاةً أُجِلُّ بِها قدْرَ هذا النبيِّ صاحبِ الجلالِ والجمالِ
، فأحتمي بِحِماهُ ، وأسلكَ سبيلَهُ سبيلَ الرشادِ ، وتورثَني شيئاً مِن جلالِهِ يحميني
مِن تطاوُلِ أهلِ الجرأةِ عَلَيّ ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ
الكريم
اللهم يا كَرِيمُ في ذاتِكَ رِفعةً
، وفي صفاتِكَ جَمالاً وفي أفعالِكَ عطاءً وبَذْلاً مِن قَبلِ طلبِ الطالبينَ ، صلِّ
وسلِّم وبارِك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الكريمِ ، وعلى آلِهِ ، كريمِ الذاتِ شرفاً
ورِفعةً ، جميلِ الصفاتِ خَلْقاً وخُلُقاً ، دائمِ العطاءِ مِن خزائنَ ربِّ العِبادِ
، وكيفَ لا وقدْ أُرسلَ رحمةً للعالمينَ ، فَفي كرَمِهِ كالسحابِ المُرسلةِ ، تَعُمُّ
كلَّ العِبادِ والبلادِ والدوابِّ ، فهوَ لِلأكوانِ اليدُ العُليا التي هي خيرٌ مِن
اليدِ السُّفلى ، فصارَ عائلاً للأكوانِ مِن خزائنَ الكريمِ ، "وَوَجَدَكَ عَائِلاً
فَأَغْنَى" ، صلاةً تورثُني كَرَماً ورفعةً في ذاتي ، وجمالاً في صفاتي وأخلاقي
، وعطاءً لِكلِّ مَن سألني ورجاني ، حتى أسَعَ الناسَ بِأخلاقي إنْ لمْ أسَعْهُم بِأموالي
، يا اللّهُ يا غنيُّ يا كريمُ
الرقيب
اللهم يا رَقِيبُ ، صلِّ وسلِّم
وبارك على سيدِنا محمّد ، عبد الرقيبِ ، وعلى آله ، الذي كانَ مِن كمالِ مُراقبتِهِ
لِربِّهِ تنامُ عينُهُ ولا ينامُ قلبُهُ ، فصارَ مَحَلًّا لِتجَلِّيَّاتِ مولاهُ ،
المُنعَكِسةِ مِنهُ على سائرِ الأكوانِ رحمةً للعالمينَ ، مُرَاقِبًا للأكوانِ رقابةَ
رحمةٍ وهدايةٍ وشفاعةٍ وحُجَّةٍ وبُرهانٍ ، صلاةً أتعلَّقُ بالرَّقيبِ حياءً مِن رقابتهِ
فلا أعصيَهُ، ورقابةً لِقلبي فلا يَغْفُلَ ، ولِروحي فلا تَفْتُرَ ، ولِسِرِّي فلا
يغيبَ عن رُؤيةِ مولاهُ ، فأقومَ بِحقِّ الرِّعايةِ لِظاهري وباطني ، "فَكُلُّكُمْ
رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" ، وأنْ أَرْقُبَ سيدَنا محمّداً
صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ في أهلِ بيتِهِ، قِياماً بِحقِّهِم ، وفَناءً في
حُبِّهم ، وأنْ أَرْقُبَ اللهَ في خَلْقِهِ ، فلا أظلِمَهُم ولا أخذُلَهُم ولا أحقِرَهُم
، بل أنصَحَهُم وأرعاهُم لِوَجهِكَ يا اللّهُ يا مَن هوَ على كلِّ شيءٍ رقيبٌ
المجيب
اللهم يا مُجِيبُ ، صلِّ وسلِّم
وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ المجيبِ ، وعلى آلِهِ ، أوَّلِ مُجيبٍ لِنداءِ كُنْ
المُوجَّهِ للمعلومِ المعدومِ المرادِ إيجادُهُ فكانَ أولَ موجودٍ ، وأولَ مجيبٍ للعهدِ
الأولِ يومَ "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ" فقالَ : بَلَى ، وأولَ المسلمينَ ، وأولَ
العابدينَ ، وأولَ مجيبٍ لِنداءِ البعثِ والنُّشورِ بقولِ: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ
آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلا فَخْرَ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ
يَوْمَ القِيَامَةِ وَلا فَخْرَ ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلا
فَخْرَ" ، صلاةً تورِثُني بها إجابةً لِكلِّ داعٍ للخيرِ ، فأكونَ أهلًا لاستجابَةِ
الدعاءِ ، وقبولِ الرجاءِ ، مع المقربينَ يا مجيبُ يا اللّهُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق