صلوات اليوم الثاني


الوهاب
اللهم يا وَهّابُ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الوهابِ ، وعلى آلِهِ ، الذي تحقّقَ باسمِكَ الوهابِ ، فكانَ يُعطي عطاءَ مَن لا يخشى الفقرَ ، ولا يخافُ مِن ذي العرشِ إقلالاً ، صلاةً أتعلَّقُ بها باسمِك الوهابِ فأتعرّضَ لِعطاياك الظاهرةِ والباطنةِ حتى أستغنيَ بك عن طلبي ، وأتخلَّقَ بهِ فأكونَ وهّاباً للعبادِ فلا أردَّ سائلاً ، ولا أخيِّبَ رجاءَ راجٍ ، وأتحقّقُ بهِ فيكونَ ثِقتي بِما في يدِكَ أكثرَ مِن ثِقتي بِما في يَدِي ، بل أكونُ بِكَ ولَكَ وإِليكَ مُتوكِّلاً عليكَ: "رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ"

الرزاق
اللهم يا رَزّاقُ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الرزاقِ ، وعلى آلِهِ ، الذي رزقْتَهُ فوسَّعتَ عليهِ ، لِترزُقَ به سائرَ الخَلْقِ حِسّاً ومعنىً ، ولذا قلتَ لهُ: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" صلاةً ترزُقُني بها قوتَ روحي ونفسي وبَدَني بما يُغنيني بفضلِكَ عمَّن سواكَ ، شاكِراً عطاءَك ونُعماكَ ، غيرَ قاصدٍ إلا إياكَ يا رزاقُ

الفتاح
اللهم يا فَتّاحُ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الفتاحِ ، وعلى آلِهِ ، الذي فَتَحْتَ به الأكوانَ ، ثم فَتَحْتَ بهِ أنوارَ الإيمانِ والإِيقانِ في قلوبِ أهلِ الإحسانِ والعِرفانِ ، صلاةً تَفتحُ لي بها مَغاليقَ خزائنَ رحمتِكَ من الطاعاتِ والأرزاقِ والمعارفِ والفُهومِ ، لِأكونَ بِفضلِكَ مِفتاحاً لها على العِبادِ بمَددِ وِراثةِ سيدِنا محمّدٍ صلّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم ، الذي جعلتَهُ فاتِحاً وخاتَِماً "رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ"

العليم
اللهم يا عَلِيمُ ، يا عالِمُ ، يا علّامُ ، يا مَن هو بِكلِّ شيءٍ عليمٌ ، عِلمُكَ بِحالي يُغني عن سُؤالي ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ العليمِ ، وعلى آلِهِ ، الذي عَلَّمتَهُ ما لم يكنْ يعلمُ فقالَ: "أنا أَعْلمُكُمْ بِاللهِ وأَخْشاكُمْ لِله" صلاةً ترزُقُني بِها عِلماً مصحوباً بِخَشيةٍ ، لِأعملَ بِما علَّمتَني ، فتنفَعَني به لِيصيرَ حُجةً لي لا علَيَّ ، وزِدني عِلماً وتُبْ علَيَّ يا عالمَ السِّرِّ والنّجوى

القابض الباسط
اللهم يا قَابِضُ ويا بَاسِطُ ، يا مَن لا يَمنعُ قَبْضُهُ بَسْطَهُ ، ولا يَمنعُ بَسْطُهُ قَبْضَهُ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ القابضِ الباسطِ ، وعلى آلِهِ ، الذي قَبضْتَ الأكوانَ مِن عِلمِكَ في روحانيتِهِ ، وبَسطتَها به في الوُجودِ بِسِرِّ سريانِ رحمةِ روحانيتِهِ ، صلاةً تَقبِضُنا عن كُلِّ ما يَشغَلُنا عنكَ ، وتَبسُطُ لنا بها كلَّ ما يُقرِّبُنا منكَ ، فنَزدادَ بَسْطةً في العِلمِ والرزقِ والعافيةِ ، مع القيامِ بِواجبِ الشكرِ في حالتَي القبضِ والبسطِ ، فلا نَجهلَكَ في شيءٍ ، بل نتعرفُ عليكَ في كلِّ شيءٍ ، فنكونَ بها مِن أهلِ وحدةِ الشُّهودِ للمَلِكِ المعبودِ "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ"

الخافض الرافع
اللهم يا خَافِضَ أهلِ الضّلالةِ والغَوايةِ ، ويا رَافِعَ أهلِ الهدايةِ والاستقامةِ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الخافضِ الرافعِ ، وعلى آله ، الذي خَفضْتَ بهِ كلَّ مَن عصاهُ ، ورَفعْتَ بهِ كلَّ مَن أطاعَهُ واتبعَ هُداهُ ، صلاةً تَرفعُني بِها معَ الذين أنعمْتَ عليهِم ، وتَخفِضُني أمامَ نفسي فلا أتعالى بِها على أحدٍ مِن خَلقِكَ ، ولا أرى لها حقًّا إلا ما أوْليتَنِي بِمَحضِ الفضلِ والإحسانِ يا حنانُ يا منانُ "وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللّهُ"

المعز المذل
اللهم يا مُعِزَّ مَن أطاعَهُ ، ويا مُذِلَّ مَن عصاهُ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ المعزِّ المذلِّ ، وعلى آلِهِ ، أعزِّ مَن خَلقتَ مِن عِبادِكَ ، ومَن عصاهُ فهو أذلُّ مَن خَلقتَ منهم ، صلاةً تُعِزُّني بها بِكفايتِكَ عن خَلقِكَ ، وبِطاعتِكَ ومعرفتِكَ عن معصيتِكَ ، وتُذلُّ بها نفسي وشيطاني وأعدائي ، فلا يكونُ لهم عليَّ سُلطانُ شَهوةٍ ولا غَوايةٍ ولا قَهرٍ يا عزيزُ يا قهارُ

السميع البصير
اللهم يا سَمِيعُ ويا بَصِيرُ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ السميعِ البصيرِ ، وعلى آلِهِ ، الذي تَجليْتَ عليهِ بِقولِكَ: "سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ ءَاياتِنَا إِنَّهُ هُوَ" صلّى الله عليهِ وآلِهِ وسلَّم "السَّمِيعُ البَصِيرُ" صلاةً تكونُ بها سمعي وبصري ، فأصبحُ مِمَّن يستَمِعون القولَ فيتَّبِعونَ أَحسنَهُ ، وأُبصرُ بِها عجائبَ آياتِكَ في مَصنوعاتِكَ ، فأزدادَ إيماناً على إيمانٍ ، وإيقاناً على إيقانٍ يا رحمنُ

الحكم العدل
اللهم يا حَكَمُ يا عَدْلُ ، يا مَن يَحكُمُ في كونِهِ لا مُعقِّبَ لِحُكمِهِ ، ويا مَن حرَّمتَ الظلمَ على نفسِكَ ، وجعلتَهُ بينَ العبادِ مُحرَّماً ، وأمرتَ بالعدلِ بِقولِكَ: "اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلْتَّقْوَى" ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الحكمِ العدلِ ، وعلى آلِهِ ، الذي أنزلْتَ إليهِ الكتابَ لِيحكُمَ بما أَريتَهُ فيهِ مِن أَحكامِكَ ، وجَعلتَ علامةَ الإيمانِ قَبولَ حُكمِهِ والاستسلامَ لِقضائِهِ ، فقلتَ وقولُكَ الحقُّ: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجَاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً" فكانَ أحكمَ مَن عدلَ ، وأعدلَ مَن حكمَ ، صلاةً أرضى بِها بِأحكامِكَ ، وأعدِلُ بِها في أحوالي وأعمالي ، فلا غضبَ يدعوني إلى الجهلِ أو الظلمِ ، ولا إفراطَ ولا تفريطَ في طاعةٍ ولا عبادةٍ ، وأعدِلُ في أَحكامي فلا أزيغُ أو أضِلُّ ، فتهديني لما اختُلِفَ فيه مِنَ الحقِّ بإذنِكَ ، وأنْ أرى الحقَّ حقاً وترزقَني اتباعَهُ ، وأرى الباطلَ باطلاً وترزقَني اجتنابَهُ ، ظاهراً وباطناً ، لِتَختِمَ لي بِخاتمةِ السعادةِ يا الله "ذَلِكُمْ حُكْمُ اللّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"

اللطيف
اللهم يا لَطِيفُ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ اللطيفِ ، وعلى آلِهِ ، الذي لَطفْتَ به لُطفاً ذاتياً ، فلمْ يُدركْهُ سابقٌ ولا لاحقٌ ، وأَغْنيتَهُ لِتُغْنيَ بهِ الأكوانَ ، وهديتَهُ لِتَهديَ بهِ إلى صراطِكَ المستقيمِ فصارَ ليسَ كمِثلِهِ مخلوقٌ ، لأنّهُ رسولُ مَن ليسَ كمِثلِهِ شيءٌ ، صلاةً بها أرى وأشعرُ وأحسُّ بِلُطفِكَ الخفِيِّ بي في جميع ِشؤوني الظاهرةِ والخفيةِ ، لِأتحققَ بِذلكَ ، مُسَلِّماً نفسي إليكَ ، ومُتوكِّلاً عليكَ ، ومُفوِّضاً أمري إليكَ ، ثِقةً فيكَ ورِضاً بِكَ ، يا لطيفاً بالعبادِ ، يا مَن لا تُدركُهُ الأبصارُ وهوَ يُدركُ الأبصارَ وهوَ اللطيفُ الخبيرُ

الخبير
اللهم يا خَبِيرُ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الخبيرِ ، وعلى آلِهِ ، الذي تجلَّيتَ عليهِ باسمِكَ الخبيرِ ، فوجَّهْتَ العِبادَ إليهِ لِيسألوهُ عنكَ فقلتَ في مُحكَمِ كتابِكَ: "الرّحْمَنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً" ووجَّهْتَ لهُ الخطابَ فقُلتَ لهُ: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ" فدلَّ بِكَ عليكَ ، صلاةً أنالُ بها قِسْطاً مِن هذا الإِرثِ ، فأُصبحُ خبيراً بما يُوَصِّلُني إليكَ ولا يحجُبُني عنكَ ، خبيراً بِنفسي تَزْكيةً ، وبِقلبي مُراقَبةً ، وبِروحي شُهوداً ، وبِسِرِّي شوقاً ، وبِفِتَنِ زماني تَجَنُّباً ، خبيراً فيما أقَمْتَني فيهِ حتى أُتْقِنَهُ وأُحْسِنَهُ ، لَعَلِّي أَقْرُبُ مِنْ رحمتِكَ التي هيَ قريبٌ مِنَ المُحسنينَ

الحليم
اللهم يا حَلِيمُ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الحليمِ ، وعلى آلِهِ ، المعروفِ في الكتبِ السابقةِ بأنَّ حِلْمَهُ يسبِقُ غضبَهُ ، ولا يزيدُهُ جهلُ الجاهلِ إلا حِلْماً ، فلمْ ينتقِمْ لِنفسِهِ قطُّ إلا أنْ يُجاهِدَ في سبيلِ اللّهِ أو تُنتَهَكَ حرماتُ اللّهِ ، فكانَ حِلْمُهُ سبباً لاجتماعِ القلوبِ حولَهُ وعليهِ "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظَّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" ، صلِّ يا ربِّ عليهِ صلاةً تورِثُني بِها حِلْماً مِن حِلْمِهِ ، حتى تزولَ مِن قلبي شهوةُ الانتقامِ فأكظِمَ غيظي ، وأعفُوَ عمَّنْ ظَلَمَني ، وأصِلَ مَن قطعَني ، وأُعطِيَ مَن حرمني ، وأدعُوَ لِمَن آذاني ، مُتحقِّقاً بالحِلْمِ فيستوي عندي المدحُ والذمُّ ، ولا أتعجلَ ما أرادَ اللّهُ تأخيرَهُ ، ولا تأخيرَ ما أرادَ اللّهُ تعجيلَهُ ، رِضاً مِنِّي بِقضاءِ اللّهِ وقدَرِهِ ، ولا آمَنَ مكرَ اللّهِ اغتِراراً بِحِلْمِهِ ، فأُقبِلَ على الطاعةِ بِقلبٍ وَجِلٍ ، خوفاً مِن لقاءِ اللّهِ وعدمِ القَبولِ ، فلا تَجمعَ عليَّ خوفينِ ، فمَن خافَكَ في الدنيا أمَّنتَهُ في الآخرةِ "وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيْبُ"

العظيم
اللهم يا عَظِيمُ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ العظيمِ ، وعلى آلِهِ ، الذي عظَّمَكَ فعظَّمْتَهُ ذاتاً وصِفاتاً وأخلاقاً ، فصيَّرتَهُ أُسوةً للعالَمينَ ، وإماماً للمُتَّقينَ ، وشفيعاً للمُذنبينَ ، ونبِياًّ للأنبياءِ والمرسلينَ ، وشاهِداً على العالَمينَ ، صلاةً تَنْسُبُني بِها إلى نبيِّكَ العظيمِ ، ذي الخُلُقِ العظيمِ ، رسولِ ربِّ العرشِ العظيمِ ، فَتَكْسُوني مِن عظَمَتِهِ ، وتُنيلُني مِن أخلاقِهِ وهِمَّتِهِ قِسْطاً يُؤهِّلُني لِشفاعتِهِ ، وتَحشُرُني في زُمرتِهِ ، وتَسقيني بها مِن حوضِهِ بيدِهِ ، يا عليُّ يا عظيمُ يا اللّهُ

الغفور
اللهم يا غَفُوراً للذنوبِ ، اغفرْ وارحمْ ، يا غافرَ الذنبِ ، يا غفاراً للعِبادِ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الغفورِ ، عبدِ الغافرِ ، عبدِ الغفّارِ ، وعلى آلِهِ ، الذي غفرْتَ بِه ولِأجلِهِ الذنوبَ ، وفرَّجْتَ بهِ الكُروبَ ، وسترْتَ بهِ العُيوبَ ، ورفعْتَ بهِ كلَّ عذابٍ ومكروهٍ ، صلاةً تغفِرُ بِها ذنبي ، فإنّهُ لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ ، فأنتَ الغفورُ الرحيمُ الحليمُ ، مُتعلِّقاً باسْمِكَ الغفورِ ، فلا أيأسُ مِن رحمَتِكَ ، ومُتخلِّقاً بِه فأعفُو وأغفرُ لِمَنْ أساءَ إِليَّ ، كما أمرْتَ حبيبَكَ أنْ يستمرَّ على ما جُبِلَ عليهِ مِن هذا الخُلُقِ فقلتَ لهُ: "فَاصْفَحِ الْصَّفْحَ الْجَمِيلَ" مُتحقِّقاً بهِ فلا أنتصِرُ لِنفسي ، بلْ تَرحمُ بيَ القريبَ والبعيدَ ، والعدوَّ والصدِيقَ ، يا اللّهُ يا غفورُ يا رحيمُ يا حليمُ

الشكور
اللهم يا شَكُورُ بتوالي نِعَمِكَ وإِفْضالِكَ على عِبادِكَ مِن مَحضِ الفَضلِ والإحسانِ ، فإنْ شكروا وأطاعوا أثبتَهُمْ على ذلكَ بِزيادةِ النِّعمِ في الدنيا والثوابِ في الآخرةِ "لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ" فإنَّكَ أنتَ الشاكرُ العليمُ الغفورُ الشكورُ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الشكورِ ، وعلى آلِهِ ، إمامِ الشاكرينَ مِن عِبادِكَ ، الذي أقامَ الليلَ حتّى توَّرمَتْ قدماهُ ، فَسُئِلَ عنْ ذلكَ فقالَ: "أَفَلَا أَكُوْنُ عَبْداً شَكُوراً" ، وكانَ يُجِلُّ النِّعمةَ وإِنْ دَقَّتْ ، ويشكُرُ على القليلِ والكثيرِ ، ومعَ ذلكَ أقرَّ بالعجْزِ فقالَ: "لَا أُحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ" ، سبحانَكَ ما عَبدناكَ حقَّ عِبادتِكَ ، فكانَ إدراكُ العجزِ عنْ الشكرِ هوَ عِندَكَ حقَّ الشكرِ ، صلِّ يا ربِّ عليهِ صلاةً تُورِثُني بها هذا الخُلُقَ الكريمَ فأشكرُكَ ولا أكفرُكَ ، ولا أعصيكَ بِنِعَمِكَ ، بلْ أَصرِفُها في طاعتِكَ ، وأنْ أشكُرَ كلَّ مَن أجريْتَ لي نِعَمَكَ على يدِهِ مِن خَلقِكَ ، لأنَّ نبيَّك صلَّى اللّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ قالَ: "مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْنَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللْهَ" ، وأنْ أتحقَّقَ بِذلكَ ، فأشكرَكَ بِكَ لا بِنفسي ، فكيفَ يشكُرُ العاجزُ القويَّ ، أمْ كيفَ يشكُرُ الفقيرُ الغنيَّ ، أمْ كيفَ يشكُرُ الذليلُ العزيزَ! فلا سبيلَ إلّا أنْ يشكرَكَ بكَ لا بِنفسِهِ ، فأكونَ مِنَ القليلِ الذينَ قُلتَ عنهمْ مُثنِياً عليهمْ: "وَقَلِيْلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق