الواحد
اللهم يا واحدُ فلا يتعَدَّدُ ،
يا مَن تجلَّيتَ في المظاهرِ ، "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوْا فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ"
، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الواحدِ ، وعلى آلِهِ ، عبدِكَ الواحدِ
الذي جعلتَهُ رحمةً للعالمينَ ، فصلَّيْتَ عليهِ لِتُمِدَّهُ بِمَدَدِكَ ، فيَسَعُ
الأكوانَ بِتجلِّياتِ واحِدِيَّتِكَ ، صلاةً أعرفُكَ بِها في كلِّ شُؤوني ، وأراكَ
بِها أينما تَوَلَّيتُ ، فلا أجهَلَكَ في شيءٍ ، ولا أنشغِلَ بالمظاهِرِ عن الظاهِرِ
، ولا بِتَعدُّدِ التجلِّياتِ عن الواحدِ
الأحد
اللهم يا أحدُ فلا يتَجَزَّأُ ،
يا مَن احتجبَ بِأحدِيَّتِهِ في سُرادِقاتِ عِزِّهِ ، وظهرَ بِواحِدِيَّتِهِ في صُوَرِ
تجلِّياتِهِ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الأحدِ ، وعلى آلِهِ ، الذي
حجبْتَ أحمدِيَّتَهُ في ظاهرِ مُحمَّدِيَّتِهِ ، وجعلْتَ روحانِيَّتَهُ سِراًّ سارِياً
في الأكوانِ ، بها ظَهَرَتْ ، وبها رُزِقَتْ ، وبها هُدِيَتْ ، صلاةً لا تَحجُبُني
بِمظاهِرِ وَحْدانِيَّتِكَ عن سِرِّ أحدِيَّتِكَ ، فلا أعتمِدَ إلا عليك ، ولا أستعينَ
إلا بِكَ ، ولا أعبُدَ شيئاً سواكَ ، مهما تعدَّدَتْ وتغَشَّتْني أنوارُ تجلياتِ وَحْدانِيَّتِكَ
، فلا كَثْرَةَ تَحْجُبُني عن أحدِيَّتِكَ ، ولا وَحْدَةَ تَحْجُبُني عن وَحْدانِيَّتِكَ
، يا واحدُ يا أحدُ يا فردُ يا صمدُ يا اللّهُ
الصمد
اللهم يا صمدُ ، يا ملجأَ القاصِدِ
يا غَوْثاهُ ، فأنتَ مَقْصِدُ الكُلِّ ، ومقصودُ كلِّ عابدٍ ، صلِّ وسلِّم وبارك على
سيدِنا محمّد ، عبدِ الصمدِ ، وعلى آلِهِ ، الذي جعلتَهُ مَقصِدَ الخَلْقِ يومَ القيامةِ
، فلا شفيعَ قَبْلَهُ ، لأنَّهُ مقصودُ الحقِّ مِن الخَلقِ ، صلاةً تكونُ بِها مَلجَئِي
ونَجاتي ، ومَقصِدي ومَقصودي ، وغِياثي وشِفائي ، وتورِثُني مِن هذا الاسمِ حتى أكونَ
سببَ الغِنَى لِأوليائِكَ وعِبادِكَ الصالِحينَ ، وعوْناً للمُحتاجينَ ، وأماناً للخائفينَ
، وغِياثاً للمُستَغيثينَ ، وجاراً للمُستَجيرينَ ، يا غياثَ المُستَغيثينَ يا ربَّ
العالمينَ
القادر المقتدر
اللهم يا قادرُ يا مُقتدِرُ ، فأنتَ
على كلِّ شيءٍ تُريدُهُ قديرٌ ، وأخْذُكَ لِمَن خالَفَكَ أخْذُ عزيزٍ مُقْتَدِرٍ ،
صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ القادرِ المُقتدِرِ ، وعلى آلِهِ ، الذي
أَقْدَرْتَ قلبَهُ ما لَم تستَطِعْهُ الجبالُ ، فأنْزَلْتَ على قلبِهِ القرآنَ ، وأَقْدَرْتَ
لِسانَهُ فَيَسَّرْتَ بِهِ كلامَكَ بِلِسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ، وأَقْدَرْتَهُ على إِبلاغِ
وبيانِ ما أُنزِلَ إليهِ وبيانِهِ فَواجَهَ الأكوانَ بِكَ حتى خَرَجَتَ بِهِ مِن العدمِ
، واستَمَدَّتْ مِنْهُ أسبابَ وُجودِها وهِدايَتِها ، فأضاءَتْ بِهِ الظُلُماتُ ، وَحَيَتْ
بِهِ القُلوبُ ، وأبصَرَتْ بِهِ العُيونُ ، وسمِعَتْ بِهِ الآذانُ ، صلاةً تُقْدِرُني
بِها يا قادرُ على مُتابَعَتِهِ وطاعتِهِ ، والقِيامِ بِما كَلَّفْتَني بِهِ على الوجهِ
الذي يُرضيكَ عَنِّي ، حتى أكونَ مِمَّن قُلْتَ فيهِم: "إِنَّ الْمُتَّقِيْنَ
فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيْكٍ مُقْتَدِرٍ"
المقدم المؤخر
اللَّهُمَّ يَا مُقَدِّمُ يَا مُؤَخِّرُ
، يَا مَنْ عَلِمْتَ المُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالمُسْتَأْخِرِينَ ، صلِّ وسلِّم وبارك
على سيدِنا محمّد ، عبد المُقَدِّمِ المُؤَخِّرِ ، وعلى آلِهِ ، الذي قدَّمْتَهُ على
الأنبياءِ فَأَمَّهُمْ ليلةَ الإسراءِ ، وقَدَّمْتَهُ على الملائِكَةِ ليلةَ المِعْراجِ
، وأخَّرْتَ إبليسَ رَأْسَ الغُوَاةِ ومَن تَبِعَهُ عَن سائِرِ خَلْقِكَ ، صلاةً تُعَرِّفُنِي
بِمَراتِبَ الوُجودِ ، فَأُقَدِّمَ ما قَدَّمْتَ وأُؤَخِّرَ ما أَخَّرْتَ ، فيكونَ
اللهُ ورسولُهُ أَحَبَّ إِليَّ مِمَّا سِواهُما ، وتُعَرِّفُنِي مَراتِبَ الأحْكامِ
، فَأُقَدِّمَ الأَهَمَّ على المُهِمِّ ، فلا يَشغَلَني تَطَوُّعٌ عَن واجِبٍ ، ولا
نافِلَةٌ عَن فريضةٍ ، اللهمَّ اغفِرْ لِي ما قَدَّمْتُ وما أَخَّرْتُ ، وما أَسْرَرْتُ
وما أَعْلَنْتُ ، وما أَسْرَفْتُ وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنِّي ، أنتَ المُقَدِّمُ وأنتَ
المُؤَخِّرُ ، لا إلهَ إلَّا أنتَ ، وأنتَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ
الأول الآخر
اللهمَّ يا أوّلُ يا آخِرُ ، أنتَ
الأبَدِيُّ الأزَلِيُّ الباقي السَّرْمَدِيُّ الدَّيْـمُومِيُّ ، قَهَرْتَ الزَّمانَ
بِالأَوَّلِيَّةِ ، وقَهَرْتَ الفَناءَ بِالآخِرِيَّةِ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا
محمّد ، عبدِ الأوَّلِ الآخِرِ ، وعلى آلِهِ ، الذي جعلْتَهُ أوَّلَ الناسِ خَلْقًا
وآخِرهُمْ بَعْثًا ، وجعلتَهُ فاتِحًا وخاتِمًا ، فهوَ أوّلُ المُسلمينَ ، وأوّلُ العابِدينَ
، وأوّلُ مَن تَنْشَقُّ عنهُ الأرضُ يومَ القِيامةِ ، وأوّلُ شافِعٍ ، وأوّلُ مُشَفَّعٍ
، وأوّلُ مَن يدخُلُ الجنَّةَ ، وآخِرُ المُرسَلينَ بَعْثًا ومِنْهاجاً ، وكِتابُهُ
آخِرُ الكُتُبِ المُنَزَّلةِ ، صلاةً تكونُ لي بِها يا اللهُ أوّلَ مَن أرجِعُ إليهِ
في كلِّ أُموري ، فإليكَ المَرجِعُ والمآبُ ، وتُؤَخِّرُ نفسي وهوايَ فَلا أعصيَكَ
، وأكونَ أوّلَ السُّبَّاقِ إلى الخيرِ ، وتُؤَخِّرَني عَن كلِّ وصْفٍ وفعلٍ يُبْعِدُني
عنكَ يا أوّلُ يا آخِرُ يا اللهُ
الظاهر الباطن
اللهم يا ظاهرُ فلا يَخْفَى ويا
باطنُ فلا يُدرَكُ صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الظاهِرِ الباطِنِ ،
وعلى آلِهِ ، الذي أظهَرْتَ مُحمَّدِيتَهُ ، وأبْطَنْتَ أحمَدِيَّتَهُ ، فَفي الظاهِرِ
هوَ إِمامُ المُرسَلينَ وسيِّدُ الأوَّلينَ والآخِرينَ ، وفي الباطِنِ هوَ روحُ الأرواحِ
وسِرُّ بَقائِها ، فَأَظْهَرْتَهُ بِأُلوهِيَّتِكَ ، فَهُوَ الهادي إلى صِراطِكَ المُستقيمِ
، وأَبْطَنْتَهُ بِرُبوبِيَّتِكَ فَهُوَ رحمَةُ العالَمينَ ، صلاةً تُصْلِحُ بِها ظاهِري
بِالتَّخَلُّقِ بِالعُبودِيَّةِ ، وتُنَوِّرُ بِها باطِني بِالتَّعَلُّقِ بِالرُّبوبِيَّةِ
، فلا أرَى في المَظاهِرِ إِلا الظاهِرَ ، ولا أعتَمِدُ في سِرِّي إِلا على الباطِنِ
، "اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الأَرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ
، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى ، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ
وَالإِنْجِيلِ وَالفُرْقَانِ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ
بِنَاصِيَتِهِ ، اللهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الآخِرُ
فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الظَاهِرَ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ
البَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ ، اقْضِ عَنّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنا مِنَ الفَقْرِ"
الوالي
اللهم يا والِيَ الخَلْقِ بِالإِحسانِ
إِيْجاداً وإِمْداداً وإِرْشاداً ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الوالي
، وعلى آلِهِ ، الذي وَلَّيْتَهُ الأكوانَ بِالرحمةِ ، وَوَلَّيْتَهُ العِبادَ بِالهِدايةِ
والإِرشادِ ، وَوَالَيْتَهُ بِمَدَدِكَ وفَضْلِكَ ، لِيَسَعَ ذلكَ بِلُطْفِكَ ، صلاةً
تُوالينا بِنِعَمِكَ وفَضْلِكَ ، معَ التوفيقِ لِشُكرِ ذلكَ ، والقِيامِ بِأَعْباءِ
ما وَلَّيْتَنا عَلَيْهِ مِنْ تزكيةِ أنفُسِنا ورَقابةِ قُلوبِنَا ، معَ حُسْنِ رِعايةِ
مَن وَلَّيْتَنا عليهِ مِنْ خَلْقِكَ ، فلا نُضَيِّعَ مَن نَعولُ ، وأنْ تُصْلِحَ وتُوفِّقَ
وُلاةَ أُمورِ المسلمينَ لِما فيهِ خيرُ البلادِ والعِبادِ ، يا اللهُ يا والي يا مُجيبُ
المتعال
اللهم يا مُتعالي عَن التَّشبيهِ
بِآياتِ التَّنزيهِ ، والمُتعالي عَن تنزيهِ المُنَزِّهينَ بِألفاظِ التَّشبيهِ ، فَأَعْجَزْتَ
الخَلْقَ عَن إِدراكِ ذاتِكَ ، فَكانَ إِدراكُ العَجْزِ مِنهمْ هُوَ عينَ الإدِراكِ
، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ المُتعالي ، وعلى آلِهِ ، أَعلَمِ الخَلْقِ
بِاللهِ ، وأَخْشاهُمْ لِلهِ ، وَمَنْ تحقَّقَ بِالمُتعالي في ظاهِرِهِ وباطِنِهِ فَأَعْجَزَ
الخَلْقَ عَن إِدراكِ مَقامِهِ عِنْدَ مَوْلاهُ الذي تَوَلّاهُ ، صلاةً أَتَعالَى بِها
عَن كُلِّ وَصْفٍ وَقَوْلٍ يُبْعِدُني عَن مَعالي الهِمَمِ والأعمالِ والأحوالِ ، فَأَتَعالَى
بِها على نفسي فلا تُسَوِّلَ لي هَواها ، وأَتَعالَى على وَساوِسِ الشّيطانِ فَلا يُغْوِيَني
، وأَتَعالَى عَلى شُبُهاتِ المُشَبِّهينَ والمُجَسِّمينَ فَأَغْرَقَ في بِحارِ تَنْزيهِ
"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ الْسَّمِيْعُ الْبَصِيْرُ"
البر
اللهم يا بَرُّ يا رحيم ، أنتَ
خالِقُ البِرِّ ، والدالُّ عليهِ ، والآمِرُ بِهِ ، والمُوَفِّقُ إِليهِ ، صلِّ وسلِّم
وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ البَرِّ ، وعلى آلِهِ ، أَبَرَّ مَنْ خَلَقْتَ مِنْ
خَلْقِكَ بِالحقِّ والخَلْقِ ، صلاةً تُوَفِّقُني بِها أنْ أَبَرَّ سيِّدَ الخَلْقِ
مَحَبَّةً واتِّباعاً ونُصْحاً ، وأنْ أَبَرَّ أهْلَ بيتِهِ وقَرابَتَهُ وصَحابَتَهُ
على الوجْهِ الذي يَليقُ بِهِمْ ، وأنْ أكونَ بارّاً بِوالِدَيَّ وقرابَتي وكُلِّ مَنْ
تَعامَلْتُ مَعَهُ وتَعامَلَ معي مِنَ المسلمينَ ، يا بَرُّ يا تَوّابُ يا رحيمُ
التواب
اللهم يا توّاب ، يا مَنْ تُبْتَ
على أنْبِيائِكَ بِالعِصْمَةِ ، وعلى أولِيائِكَ بِالحِفْظِ ، وعلى عِبادِكَ بِالنَّدَمِ
على المُخالَفاتِ أو التَّقصيرِ في الطاعاتِ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد
، عبدِ التَّوّابِ ، وعلى آلِهِ ، الذي دَلَّ العِبادَ عليكَ ، وعَلَّمَهُمُ التَّوبَةَ
مِنَ الذُّنوبِ جَميعاً ، فَقاموا بِحَقِّ رُبوبِيَّتِكَ وأُلوهِيَّتِكَ ، فَمِنهُمُ
المُشْفِقُ والمُنيبُ والأَوّابُ ، صلاةً أَتوبُ بِها إِليكَ بِعَدَدِ الأَنْفاسِ واللَّحَظاتِ
، وأَتَخَلَّقُ بِها معَ العِبادِ ، فَأقبَلَ عُذْرَ المُعْتَذِرِ ، وأُحْسِنَ لِمَنْ
أَساءَ إِلَيَّ ، تَكَرُّماً مِنكَ يا تَوّابُ
المنتقم
اللهم يا مُنتَقِمُ مِنَ الذينَ
أَجْرَموا في حَقِّكَ أوْ حَقِّ خَلْقِكَ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ
المُنتَقِمِ ، وعلى آلِهِ ، الذي لمْ ينتقِمْ لِنَفسِهِ قَطُّ ، بلْ يَعْفو ويصفَحُ
، أَمّا إِذا انْتُهِكَتْ حُرُماتُ اللّهِ فَإِنَّهُ ينتَقِمُ بِاللّهِ لِلّهِ ، فَأَقامَ
الحُدودَ على العُصاةِ ، وجاهَدَ الكُفّارَ خَيْرَ جِهادٍ ، وحَرَّضَ المُؤمنينَ على
القِتالِ ، صلاةً أُوالي بِها مَنْ والاكَ ، وأُعادي بِها مَنْ عاداكَ وخالَفَ أمْرَكَ
، فَأكونَ مِنَ الهادينَ المُهْتَدينَ ، عَدُوًّا لِأَعدائِكَ ، سِلْماً لِأَوْلِيائِكَ
، فلا أغضَبَ إِلا لِلّهِ بِاللّهِ لا لِنَفسي بِنَفسي ، تَخَلُّقاً بِأَخلاقِ نَبِيِّكَ
ومُصْطفاكَ سيدِنا محمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم
العفو
اللهم يا عفُوُّ بِمَحْضِ الفضْلِ
، فَتُعْطي الجَزيلَ على القَليلِ ، وتُبَدِّلُ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍ لِمَنْ آمَنَ
وتابَ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ العَفُوِّ ، وعلى آلِهِ ، الذي
عَفا وصَفَحَ الصَّفْحَ الجميلَ ، وأعطى الجَزيلَ مِنْ يَدِ الكَريمِ لِكُلِّ مُحتاجٍ
وفَقيرٍ ، صلاةً أَتَخَلَّقُ بِها بِالعفوِ ، فَأُعْطيَ مَنْ حَرَمَني ، وأَصِلَ مَنْ
قَطَعَني ، وأعفُوَ عَمَّن ظَلَمَني ، يا عفوُّ يا غفورُ يا اللّهُ
الرؤوف
اللهم يا رَؤوفُ ، يا ذا الرأْفَةِ
والرَّحمَةِ بِالعِبادِ ، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ الرؤوفِ ، وعلى
آلِهِ ، الذي وَصَفْتَهُ أنَّهُ بِالمُؤمنينَ رؤوفٌ رحيمٌ ، والذي قالَ: "الْلَّهُمَّ
مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ ،
وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ"
، فَكانَ رحمةً خاصَّةً لِمَنْ آمَنَ بِهِ فَوْقَ رَحْمَتِهِ العامَّةِ التي عَمَّتْ
الأَكوانَ ، صلاةً تَرْزُقُني بِها رَأْفَةً ورَحْمَةً لِلخَلْقِ أَجْمَعينَ ، فَأَرْحَمَ
مَنْ في الأرضِ لِتَرْحَمَني ، وأَرْأَفَ بِالعِبادِ لِتَرْأَفَ بي ، وأُحْسِنَ إِلَيْهِمْ
لِتُحْسِنَ إِلَيَّ بِكَرَمِكَ يا رَؤوفاً بِالعِبادِ
مالك الملك
اللهم يا مالِكَ المُلْكِ ، "تُؤْتِي
الْمُلْكَ مَنْ تَشَاْءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاْءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاْءُ
وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاْءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ"
، صلِّ وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ مالِكِ المُلْكِ ، وعلى آلِهِ ، الذي
صَرَّفْتَهُ في الأكوانِ ، فَأَشَارَ لِلقمرِ فانْشَقَّ ، ولِلسماءِ فَأَمْطَرَتْ ،
ولِلأشجارِ فَأَقْبَلَتْ ، ولِلجَريدَةِ فَصارَتْ سَيْفاً ، ولِلمَكسورِ فانْجَبَرَ
، ولِلمريضِ فَبَرِئَ ، ولِلضَّريرِ فَأَبْصَرَ ، وصرَّفْتَهُ في الشَّريعَةِ فَخَصَّ
مَنْ شاءَ مِنْ أُمَّتِهِ بِبَعضِ الأحكامِ ، وَرَفَعَ المَشَقَّةَ عَن الأُمّةِ فَلَمْ
يفْرِضْ عليها السِّواكَ عِنْدَ كُلِّ صلاةٍ ، ولمْ يجعلْ صلاةَ العِشاءِ بعدَ ثُلُثِ
اللَّيلِ ، ولمْ يفرِضْ الحَجَّ كُلَّ عامٍ لِلمُستطيعِ ، وَلَوْ قالَ : نَعَمْ لَوَجَبَ
، وصَرَّفتَهُ يومَ القِيامَةِ بِالشَّفاعَةِ ، وفي الجنةِ فَرَفَعَ فيها دَرَجاتِ
أَهْلِها ، صلاةً تُمَلِّكُني عَوالِمي الظاهِرَةَ والباطِنَةَ ، فَأُصَرِّفَها في
طاعَتِكَ ، وِراثَةً نبوِيَّةً ، وخِلافَةً مُحَمَّدِيَّةً ، فلا أرى مالِكاً سِواكَ
، ولا أعتَمِدَ إلا عليكَ ، ولا أستعينَ إلا بِكَ ، ولا أُقْبِلَ إلا عليكَ ، فَأَصيرَ
بِكَ أقولُ لِلشَّيءِ كُنْ فَيَكونُ
ذو الجلال والإكرام
اللهم يا ذا الجَلالِ والإِكرامِ
، فالجَلالُ يورِثُ الخوفَ والهَيْبَةَ ، والإِكرامُ يورِثُ الرجاءَ والمحبةَ ، صلِّ
وسلِّم وبارك على سيدِنا محمّد ، عبدِ ذي الجلالِ والإكرامِ ، وعلى آلِهِ ، القائِلِ:
"أَلِظُّواْ بِيَا ذَا الْجَلَاْلِ وَالْإِكْرَاْمِ" فَنَدْعوكَ بِها دُعاءَ
الخائِفينَ الوَجِلينَ ، والرّاجينَ الرّاغِبينَ ، أَنْ تُعْطِيَنا خَيْرَ ما تُعْطي
السائِلينَ والذاكِرينَ ، لَنا ولِوالِدَيْنا وذُرِّياتِنا وسائِرِ المُسلمينَ ، يا
ذا الجَلالِ والإِكرامِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق