مولد الإمام عبد الرحمن بن علي الديبعي اليمني

مولد الإمام الحافظ المحدث عبد الرحمن بن علي الديبعي اليمني -رحمه الله تعالى-


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلۡ هُوَ ٱللهُ أَحَدٌ (1) ٱللهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدُۢ (4)

قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الـحـمـدُ للهِ الـقــَوي الـغـالـب * الـوَلـّي الـطـَّالـب * الـبـَاعـثِ الـوَارثِ الـمَـانـحِ الـسَّــالـب * عَـالـمِ الـكـائـنِ والـبـائِـن ‏والـزَّائِـلِ والـذاهـب * يُســبِّـحـهُ الآفِـلُ والـمـائِـلُ والـطـَّالـعُ والـغـَارب * ويُـوَحِّـدُهُ الـنـَّاطِـقُ والـصـامِـتُ والـجَـامِـدُ ‏والـذائـب * يَـضـرِبُ بـعَـدلـهِ الـسَّــاكـنُ ، ويـســكـنُ بـفـضـلـهِ الـضـَّارب * لا إلـه إلا الله حـكـيـمٌ أظـهـرَ بَـديـعَ حِـكـَمـهِ ‏والـعـجـائِـب * فـي تـرتـيـبِ تـركـيـبِ هـذه الـقـوالـب * خـلـقَ مُخـَّـاً وعَـظـمـاً وعَضـُداً وعُـرُوقـاً ولـَحْـمـاً وجـلـداً وشــعـراً بـنـظـمٍ مُـؤتـلـفٍ مُـتـراكـب * مـن مـاءٍ دافـقٍ يـخـرجُ مـن بـيـن الـصُّـلـبِ و الـتـرائـب * ‏‏لا إلـه إلا الله كـَريـمٌ بَـســطَ لِـخـَلـْقِـهِ بـســاطَ كـَرمـهِ والـمَـواهـب * يَـنـزلُ فـي كـُلِّ لـَيـلـةٍ إلـى ســماءِ الـدُّنـيـا ويُـنـادي ‏‏هـل مـن مُـســتـغـفـرٍ هـل مـن تـائـب هـل مـن طـالـبِ حَـاجـةٍ فـأنـيـلـهُ الـمَـطـالـب * فـلـو رَأيـت الـخـُدَّام قِـيـامـاً ‏عـلـى الأقـدامِ وقـد جَـادوا بـالـدُّمـوعِ الـسَّــواكـب * والـقـوم بـيـن نـادِمٍ وتـائـب * وخـائـفٍ لِـنـفـسِــهِ يُـعـاتـب * وآبـقٍ مـن ‏الـذنـوب إلـيـه هـارب * فـلا يَـزالـونَ فـي الاستـغـفـار * حـتـى يَـكـفَّ كـَفُّ الـنـَّهـار ذيـولَ الـغـيـاهـب * ‏فـيَـعـودونَ وقـد فـازوا بـالـمَـطـلـوب * وأدركـوا رِضـا الـمَـحـبـوب * ولـم يَـعُـد أحَـدٌ مـن الـقـوم وهـو خـائـب * ‏لا إلـه إلا الله فـسُــبـحـانـهُ تعالى مـن مَـلِـكٍ أوجَـدَ نـور نـبـيِّـه مُحَـمَّـدٍ صـلـى الله عـلـيـه وســلـم قـبـل أن يَـخـلـُق آدمَ ‏مـن الـطـِّيـنِ اللاَّزب * وعَرضَ فـخـرَهُ عـلـى الأشــيـاءِ وقـال هـذا ســيِّـدُ الأنـبـيـاءِ وأجَـلُّ الأصـفـيـاءِ ‏وأكـرَمُ الـحَـبـائـب *

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

قِـيـلَ: هُـو آدمُ ، قـالَ: آدم بـه أنِـيـلـُهُ أعـلـى الـمَـراتِـب * قِـيـلَ: هُـو نـوحٌ ، قـالَ: نـُوحٌ بـه يَـنـجـو مِـنَ الـغـَرقَ ويَـهـلِـك مَـنْ ‏خـالـفـهُ مِـنَ الأهـلِ والأقـارِب * قِـيـلَ: هُـو إبـرَاهـيـمُ ، قـالَ: إبـرَاهـيـمُ بـه تـقـومُ حُـجَّـتـُه عـلـى عُـبَّـادِ الأصـنـامِ ‏والـكـَواكِـب * قِـيـلَ: هُـو مُـوســى ، قـالَ: مُـوســى أخـوهُ ولـكِـن هـذا حَـبـيـبٌ ، ومُوســى كـَلـيـمٌ ومُـخـاطِـب * قِـيـلَ: هُـو ‏عـيـســى ، قـالَ: عـيـســى يُـبَـشـِّـرُ بـه ، وهُـوَ بـيـنَ يَـدَي نـُبُـوَّتِـه كـالـحـاجـب * قِـيـلَ: فـمَـنْ هـذا الـحَـبـيـبُ الـكـَريـمُ الـذي ألـبَـســتـهُ ‏حُـلـَّة الـوَقـارِ وتـوَّجـتـهُ بـتـيـجـانِ الـمَـهـابَـةِ والافـتـخـارِ ونـشــرتَ عـلـى رَأسِــهِ الـعَـصـائِـب * قـالَ: هُـوَ نـَبـيٌّ ‏اســتـخـرتـه مِـن لـُؤَيّ بـنِ غـالِـب * يَـمـوتُ أبـوهُ وأمـُّهُ ، ويَـكـفـُلـُه جَـدّه ثـمَّ عَـمُّـه الـشـَّـقـيـقُ أبـو طـالِـب*‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

***

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلۡ هُوَ ٱللهُ أَحَدٌ (1) ٱللهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدُۢ (4)

قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

يُـبـعَـثُ مِـن تِـهـامَـة بَـيْـنَ يَـدي الـقِـيـامَـةِ فـي ظـَهـرِه عَـلامَـة تـُظـلـُّهُ الـغـَمـامـة تـُطـيـعُـهُ الـسَّــحـائـب * فـجـرِيُّ ‏الـجَـبـيـنِ لـَيـلـيُّ الـذوائـب * ألـفـيُّ الأنـفِ ، مـيـمـيُّ الـفـمِ ، نـونـيُّ الـحَـاجـب * سَــمْـعُـهُ يـســمـعُ صَـريـرَ الـقـلـمِ ، بَـصَـرُه إلـى الـسَّــبـعِ الـطـِّبـاقِ ثـاقِـب * قـدَمـاهُ قـبَّـلـهُـمـا ‏‏الـبَـعـيـرُ فـأزالا مـا اشــتـكـاهُ مِـن الـمِـحَـنِ والـنـوائـب * آمَـنَ بـه الـضـَّبُ ، وسَــلـَّمَـتْ عَــلـيـهِ ‏الأشــجـارُ ، وخـاطـَبـتـهُ الأحـجَـارُ وحَـنَّ إلـيـه الـجـذعُ حَـنـيـنَ حَـزيـنٍ نـادِب * يَـداهُ ‏تـظـهَـرُ بَـرَكـَتـهُـمـا فـي الـمَـطـاعِـمِ و الـمَـشــارِب * قـلـبُـهُ لا يَـغـفـلُ ولا يَـنـامُ ولـكِـن ‏لـلـخِـدمـةِ عـلـى الـدَّوامِ مُـراقِـب * إنْ أوذِيَ يَـعـف ولا يُـعـاقِـب * وإنْ خـوصِـمَ ‏يَـصـمُـتُ ولا يُـجـاوِب * أرفـعـهُ إلـى أشــرَفِ الـمَـراتِـب * فـي رَكـبـةٍ لا تـنـبـغـي قـَبـلـهُ ‏ولا بَـعـدَهُ لِـرَاكِـب * فـي مَـوكِـبٍ مِـنَ الـمَـلائِـكـَةِ يَـفـوقُ عَـلـى سَــائِـرِ الـمَـواكِـب * ‏فـإذا ارتـقـى عـلـى الـكـَونـيـن وانـفـصـل عـن الـعـالـمـيـنِ ووَصـلَ إلـى قـابِ ‏قـوســيـن كـُنـتُ لـَهُ أنـا الـنـَّديـم والـمُـخـاطِـب *

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

ثـمَّ أرُدَّهُ مِـنَ الـعَـرْشِ قـبـلَ أنْ يَـبـرُدَ الـفـرشُ وقـدْ نـالَ جَـمـيـعَ الـمَـآرِب * فـإذا شـَـرُفـت ‏تـُربَـة طـَيـبـة مِـنـهُ بـأشــرفِ قـالـب * سَــعَـتْ ‏إلـيـهِ أرْواحُ الـمُحِـبِّـيـنَ عَـلـى الأقـدامِ والـنـَّجـائِـب *‏‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

***

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلۡ هُوَ ٱللهُ أَحَدٌ (1) ٱللهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدُۢ (4)

قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

صـَــــلاة الــلـــهِ مــا لاَحَـــتْ كـــواكــــبْ

عـلـى أحـمـد خـيـرِ مَـنْ رَكِـبَ الـنـَّجـائـِـبْ

حـَــدَا حـَـادِي الـسُّــرَى بـاسْــمِ الـحَـبـائـِـبْ

فـَهـــزَّ الـسُّــكــرُ أعـْطــَـافَ الـرَّكـــائـِـــبْ

ألـَــمْ تــَـرهـَــا وقــَـدْ مــَـــدَّت خــُـطــاهـَـا

وســَـالـَـتْ مِـنْ مَــدامـِـعـِـهـَـا سَـحـــائـِــبْ

ومـَــالـَـتْ لـلـحِـمـَـى طـَـربـــاً وحَـــنــَّـتْ

إلــى تـِــلـكَ الـمَــعـَـالـــمِ والـمـَــــلاعـِــبْ

فــَـدَعْ جــَــذبَ الـزِّمــام ولا تــَسـُــقــهــــا

فــقــائـِـــدُ شـَــوقـِـهـــا لـلـحـَــــيِّ جـَـــاذِبْ

فــَـهــِــمْ طــَـرَبـــاً كـَــمـَـا هــَــامـَــتْ وإلا

فـَـإنــَّـك فــي طـَـريــــقِ الـحـُــبِّ كــَــاذِبْ

أمـَـــا هـَــذا الـعـَــقـــيـــقُ بــَـــدَا وهـَــذِي

قِــبـــابُ الـحـَــيِّ لاَحـَــتْ والـمـَـضــارِبْ

وتـِـلـْـكَ الــقــُـبـَّــة الـخـَـضـــرا وفــيـهــا

نــَـبـــِــيٌّ نــُـورُه يـَـجــلـُـــو الـغــَـيــاهـِــبْ

وقــَدْ صـَــحَّ الـرِّضـَـا ودَنـــَا الـتــَّـلاقـِـي

وقــَدْ جـَــاء الـهـَـنـــــا مِـنْ كـُلِّ جــَــانِــبْ

فــَـقــُـلْ لـلـنــَّـفــسِ دُونــَـكِ والـتــَّـمَــلـِّــي

فــَمــا دُوْنَ الـحـَـبــيــبِ الـيـــومَ حـَـاجـــبْ

تــَـمَــلـــِّــي بـالـحـَــبـــيـــبِ بـكـُـلِّ قــَـصْــد ٍ

فــقــد حَـصـلَ الـهَـنــا والـضـِّـدُّ غـائـِــــبْ

نــَبــِـيُّ الـلـهِ خــَـيـــرُ الـخــَلــقِ جـَـمـْـعـــاً

لـَهُ أعْــلـَى الـمـَـنــاصـِــبِ والـمـَــراتـِــبْ

لـَهُ الـجـَـــاهُ الــرَّفـــيــــعُ لـَهُ الـمـَـعــَـالـِــي

لـَهُ الـشــَّــرفُ الـمـُـؤَبــَّــد والـمـَـنـــاقـِــبْ

فــَـلـَــوْ أنـــَّـا ســَــعـَــيـْــنـــَـا كـُـلَّ يــَـــومٍ

عَـلـَى الأحــْـــداق لا فــَــوْقَ الـنــَّجـَـائـِــبْ

ولــَــوْ أنــَّـا عـَــمـِــلـــنــــا كـُلَّ حـِـــيـــنٍ

(لأحـْـمــَـدَ) مـَـولــِـداً قــَدْ كــَانَ وَاجـــِـبْ

عـَـلــيـــهِ مِــنَ الـمُـهَــيــمـــنِ كـُـلَّ وَقــْــتٍ

صــَـــلاة مــا بـــَــدَا نـــُـوْرُ الـكــَـواكــِــبْ

تـــَـعــُـــمُّ الآلَ والأصــــحـــــابَ طــُـــرّاً

جَـمـيـعَـهـُـمُ وعـِــتــــرَتـــَـهُ الأطــــايــِـبْ

‏‏اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

فـسُــبـحَـانَ مَـنْ خـصَّـهُ صلى الله عليه وسلم بـأشـْـرَفِ الـمَـنـاصـبِ والـمَـراتِـب * أحْـمَـدُهُ عـلـى ‏مـا مَـنـحَ مِـنَ الـمَـواهِـب * وأشــهَـدُ أن لا إلـه إلا اللهُ وَحْـدَهُ لا شـَـريـكَ لـَهُ رَبُّ الـمَـشــارِقِ ‏والـمَـغـارِب * وأشــهَـدُ أنَّ مُـحَـمَّـداً عَـبْـدُهُ ورَسـُـولـُهُ الـمَـبـعُـوثُ إلـى ســائِـرِ الأعَـاجـمِ والأعَـارِب * ‏صَـلـى الله عـلـيـه وسلم وعـلـى آلـه وأصـحـابـه أولـي الـمَـآثِـرِ والـمَـنـاقِـب * صـلاةً وســلامـاً دائمين متلازمين ما يـأتـي قـائِـلـُهُـمـا يَـومَ ‏الـقِـيـامَـةِ غـيـرَ خـائِـب *‏‏‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

***

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلۡ هُوَ ٱللهُ أَحَدٌ (1) ٱللهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدُۢ (4)

قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

أوَّلُ مـا نـســتـفـتِـحُ بـإيـرادِ حَـديـثـيـنِ وَرَدَا عَـنْ نـبـيٍّ كـَانَ قـدرُهُ عَـظـيـمـاً ونـسَــبُـهُ كـَريـمـاً ‏وصِـراطـُهُ مُـســتـقـيـمـاً * قـالَ فـي حَـقـهِ مَـنْ لـَمْ يَـزَلْ سَــمـيـعـاً عَـلـيـمـاً * "إِنَّ اللَّـهَ وَمـَــلائـِـكـَــتــَـهُ يـُــصَــلــُّــونَ عـَـلـَـى الـنــَّـبــِـيِّ يـَــا أَيـُّــهـَـا الـَّـذِيــنَ آمـَــنــُـوا صَــلــُّـوا عـَـلـَـيـْـهِ وَسَــلــِّـمـُــوا تــَـسـْــلـِـيــمـًـا" *‏‏‏‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

الـحَـديـثُ الأوَّلُ عَـنْ بَـحْـرِ الـعِـلـْمِ الـدَّافـقِ ولِـســانِ الـقـرآنِ الـنـاطِـقِ * أوحَـدِ عُـلـمـاءِ الـنـاسِ سَــيِّـدنـا عَـبـدِ الله ابـن ســيِّـدنـا الـعَـبَّـاسِ رضي الله عنهما عَـنْ رَسُــولِ الله صـلـى الله عـلـيـه وســلـم أنـهُ قـالَ: إنَّ ‏قـُريـشــاً كـانـتْ نـُوراً بـيـنَ يَـدي الله عـزَّ وجـلَّ قـبـلَ أن يَـخـلـُقَ آدَمَ بـألـفـي عـامٍ يُـســبِّـحُ اللهَ ذلـكَ الـنـورُ وتـســبِّـحُ ‏الـمَـلائِـكـَة بـتـســبـيـحـه فـلـمـا خـلـَقَ الله آدمَ أودعَ ذلـك الـنـور فـي طِـيـنـتـهِ قـالَ صـلـى الله ‏عـلـيـه وســلـم: فـأهـبـطـَنـي الله إلـى الأرض فـي ظـَهْـرِ آدمَ وحمـلـنـي فـي الـســفـيـنـةِ ‏فـي صُـلـبِ نـوحٍ وجَـعـلـنـي ‏فـي صُـلـبِ الـخـلـيـلِ إبـراهـيـم حـيـن قـُذِفَ بـه فـي ‏الـنـار ولـَمْ يَـزَل الله عـزَّ وجـلَّ يَـنـقـُلـُنـي مِـنَ الأصـلابِ الـطـَّاهِـرةِ إلـى الأرحَـامِ الـزَّكِـيَّـةِ الـفـاخِـرةِ حـتـى ‏أخـرجَـنـي اللهُ مِـنْ بـيـنِ أبـويَّ وهُـمـا لـَمْ يَـلـتـقِـيـا عـلـى سِــفـاحٍ قـَط ُّ *‏‏‏‏‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

الـحَـديـثُ الـثـانـي عـن عَـطـاء بـن يـســار عَـنْ كـَعـبِ الأحـبـارِ قـالَ: عَـلـَّمـنـي أبـي الـتـوراة إلا ‏سِــفـراً واحِـداً كـانَ يَـخـتِـمُـهُ ويُـدخِـلـُهُ الـصُّـنـدوقَ فـلـمَّـا مَـاتَ أبـي فـتـحـتـهُ فـإذا فـيـه نـبـيٌّ يَـخـرُجُ ‏‏آخِـرُ الـزَّمـانِ مَـولِـدُهُ بـمَـكـَّة وهِـجـرتـهُ بـالـمَـديـنـةِ وسُــلـطـانـهُ بـالـشـَّـامِ يَـقـُصُّ شـَـعـرهُ ويَـتـَّزِرُ عـلـى وسَــطِـهِ يـكـونُ خـيـرَ الأنـبـيـاءِ وأمَّـتـهُ خـيـرَ الأمـم يُـكـبِّـرون الله تـعـالـى عـلـى كـُلِّ شـَـرَفٍ يَـصُـفـون فـي الـصَـلاةِ كـصُـفـوفِـهـِم فـي الـقِـتـالِ قـلـوبُـهُـمُ مـصـاحِـفـهُـم يَـحـمَـدُونَ الله تعالى عـلـى كـُلِّ ‏شِــدَّةٍ ورَخـاءٍ ثـُلـُثٌ يَـدخـلـونَ الـجَـنـة بـغـيـرِ حِـســابٍ وثـلـث يـأتـونَ بـذنـوبـهـِم ‏وخـطـايـاهُـم فـيُـغـفـرُ لـَهُـم وثـلـث يـأتـونَ بـذنـوبٍ وخـطـَايَـا عِـظـامٍ فـيـقـولُ اللهُ تـعـالـى لِـلـمَـلائِـكـَةِ: ‏اذهـبـوا فـزِنـُوهُـم فـيـقـولـونَ رَبَّـنـا وجَـدنـاهُـم أسْــرَفـُوا عـلـى أنـفـسِــهـِم ووجَـدْنـا أعـمـالـَهُـم مِـن الـذنـوبِ ‏كـأمـثـالِ الـجـبـالِ غـيـرَ أنـَّهُـم يَـشــهـدونَ أنَّ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ مُـحَـمَّـداً رسُــولُ الله صـلـى الله عـلـيـه ‏وســلـم

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

فـيـقـولُ الـحَـقُّ: وعِـزَّتـي وجَـلالـي مَـا جَـعـلـتُ مَـنْ أخـلـصَ لـي بـالـشـَّـهـادَةِ كـَمَـنْ كـَذبَ بـي ‏أدخِـلـوهُـمُ الـجَنـة بـرحـمَـتـي ، يـا أعـزَّ جَـواهِـرِ الـعُـقـود وخـُلاصَـة إكـسِــيـرِ سِــرِّ الـوجُـودِ ‏مَـادِحُـكَ قـاصِـرٌ ولـَوْ جَـاءَ بـبـذلِ الـمَـجـهُـودِ ووَاصِـفـُكَ عَـاجـزٌ عَـنْ حَـصـرِ مَـا حَـويـتَ مِـنْ خِـصَـالِ ‏الـكـَرمِ والـجُـودِ * الـكـَوْنُ إشـَـارَة وأنـتَ الـمَـقـصُـودُ * يـا أشــرفَ مَـنْ نـالَ الـمَـقـامَ الـمَـحـمُـودَ * وجَـاءَت ‏رُسـُـلٌ مِـنْ قـبـلِـكَ لـَكِـنـهـم بـالـرِّفـعـةِ والـعـلاءِ لـكَ شـُـهُودٌ *

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

***

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلۡ هُوَ ٱللهُ أَحَدٌ (1) ٱللهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدُۢ (4)

قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

أحْـضِـرُوا قـُلـُوبَـكـُم يـا مَـعـشـَـرَ ذوي الألـبَـاب حـتـي أجْـلـُوَ لـَكـُم عَـرَائِـسَ مَـعـانِـي أجَـلِّ ‏الأحْـبَـاب * الـمَـخـصُـوصِ بـأشـْـرَفِ الألـقـاب * الـرَّاقـي إلـى حَـضْـرَةِ الـمَـلِـكِ الـوَهـَّاب * حـتـى نـظـَرَ إلـى ‏جَـمَـالِـهِ بـلا سِــتـرٍ ولا حِـجَـاب * فـلـَمـَّا آنَ أوَانُ ظـُهـُورِ شـَمْـسَ الـرِّسـَـالـَة فـي سَــمَـاءِ الـجَـلالـَة خـَرَجَ بـه ‏مَـرْسـُـومُ الـجَـلـيـل لِـنـقـيـبِ الـمَـمْـلـَكـَةِ جـبـريـل * يـا جـبـريـلُ نــَـادِ فـي سَــائِـرِ الـمَـخـلـُوقـات * مِـنْ أهْـلِ ‏الأرْضِ والـسَّــمَـاوَات بـالـتـهـَانِـي والـبـشــارات فـإن الـنـُّورَ الـمَـصُـون والـسِّــرَّ الـمَـكـْنـُون * ‏الـذي أوجَـدْتـهُ قـبْـلَ وُجُـودِ الأشــيـاءِ وإبْـدَاعِ الأرْضِ والـسَّــمَـاءِ * أنـقـلـُهُ فـي هـَذِهِ الـلـَّيْـلـَةِ إلـى بَـطـْنِ أمـِّهِ مَـسْــرُوراً أمْـلأ بـه الـكـَوْنَ نـُورَا * وأكـفـلـُهُ يَـتِـيـمـاً * وأطـَهـِّرُهُ وأهْـلَ بَـيْـتِـهِ تـطـْهـِيـراً *‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

فـاهْـتـزَّ الـعَـرْشُ طـَرَبـاً واسْــتـبـشـَـاراً * وازْدَادَ الـكـُرْسِــيُّ هَـيْـبَـة ووَقـاراً * وامْـتـلأتِ الـسَّــمَـاوَاتِ ‏أنـْوَاراً * وضَـجَّـتِ الـمَـلائِـكـَة تـهْـلـيـلاً وتـمْـجـيـداً واسْــتِـغـفـاراً * ولَـمْ تـزَلْ أمـُّهُ تـرَى أنـواعـاً مِـنْ فـخـْرِهِ وفـضـْلِـه إلـى نِـهَـايَـةِ تـمَـامِ حَـمْـلِـه * فـلـَمـَّا اشـْـتـدَّ بـهَـا الـطـَّلـْقُ بـإذنِ رَبِّ الـخـَلـْقِ * وَضَـعَـتِ الـحَـبـيـبَ صـلـى الله عـلـيـه وســلـم سـَـاجـداً شـَـاكِـراً حَـامِـداً كـَأنـهُ الـبَـدْرُ فـي تـمَـامِـه *

مَــحَــــلّ الـْــقِــيَـــــامِ

ووُلِـدَ صـلـى الله عـلـيـه وســلـم مَـخـتـونـاً بـيَـدِ الـعِـنـايَـةِ * مَـكـْحُـولاً بـكـُحْـلِ الـهـِدَايَـةِ * فـأشـْـرَقَ بـبَـهـَائِـهِ ‏الـفـضـا * وتـلألأ الـكـَوْنُ مِـنْ نـُورِهِ وأضـا * ودَخـَلَ فـي عَـقـدِ بَـيْـعَـتِـهِ مَـنْ بَـقِـي مِـنَ الـخـلائِـقِ كـمـا ‏دَخـَلَ فـيـهـا مَـنْ مَـضَـى * أوَّلُ فـضِـيـلـة الـمُعْـجـزَات بخـُمُـودِ نـارِ فـارِسَ وسُــقـوطِ الـشـُـرُافـات ‏* ورُمِـيَـتِ الـشـَّـيـاطِـيـنُ مِـنَ الـسَّــمـاءِ بـالـشـُّـهُـبِ الـمُـحْـرِقـات * ورَجـعَ كـُلُّ جَـبَّـارٍ مِـنَ الـجـنِّ وهْـوَ ‏بـصَـوْلـَةِ سَــلـْطـَنـتِـهِ ذلِـيـلٌ خـاضِـعْ لـَمَّـا تـألـَّقَ مِـنْ سَــنـاهُ الـنـُّورُ الـسَّــاطِعْ * وأشـْـرَقَ مِـنْ بَـهـَائِـهِ ‏الـضِّـيَـاءُ الـلامِـعْ حـتـى عُـرِضَ عـلـى الـمَـرَاضِـعْ *‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

***

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلۡ هُوَ ٱللهُ أَحَدٌ (1) ٱللهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدُۢ (4)

قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

قِـيـلَ مَـنْ يَـكـفـلُ هَـذهِ الـدُّرَة الـيَـتـيـمَـة الـتـي لا تـُوْجَـدُ لـهـا قِـيـمَـة * قـالـتِ الـطـُّيـورُ نـحـنُ نـكـفـلـُهُ ونـغـتـنِـمُ ‏هِـمَّـتـهُ الـعَـظِـيـمَـة * قـالـتِ الـوُحُـوشُ نـحـنُ أوْلـَى بـذلِـكَ لِـكـَي نـنـالَ شـَـرَفـهُ وتـعْـظِـيـمَـهُ * قِـيـلَ يـا مَـعْـشـَـرَ ‏الأمَـمِ اسْــكـُنـُوا فـإن الله قـد حَـكـَمَ فـي سَــابـقِ حِـكـمَـتِـهِ الـقـدِيـمَـةِ * بـأنَّ نـبـيَّـهُ مُـحَـمَّـداً صـلـى الله عـلـيـه ‏وســلـم يَـكـُونُ رَضِـيـعـاً لِـحَـلـيـمَـة الـحَـلـيـمَـةِ *‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

ثـمَّ أعرَضَ عَـنـهُ مَرَاضِعُ الإنـسِ لِـمَـا سَــبَـقَ فـي طـَيِّ الـغـيـب مِـنَ الـسَّــعَـادَةِ لِـحَـلِـيـمَـة بـنـتِ ‏أبـي ذؤيـب * فـلـَمَّـا وَقـعَ نـظـَرُهَـا عـلـيـهِ بَـادَرَتْ مُـسْــرِعَـة إلـيـه * ووَضَـعَـتـهُ فـي حِـجـرِهَـا وضَـمَّـتـهُ إلـى ‏صَـدرِهَـا * فـهَـشَّ لـَهَـا مُـتـبَـسِّــمـاً فـخـَرَجَ مِـنْ ثـغـرِهِ نـُورٌ لـَحِـقَ بـالـسَّــمَـا فـحَـمَـلـَتـهُ إلـى رَحـلِـهـا وارتـحَـلـَتْ بـه إلـى أهْـلِـهـا * فـلـَمَّـا وَصَـلـَتْ بـه إلـى مَـقـامِـهَـا عَـايَـنـتْ بَـرَكـَتـهُ عـلـى أغـنـامِـهَـا * ‏وكـَانـتْ كـُلَّ يَـوْمٍ تـرَى مـنـهُ بُـرهـانـاً وتـرفـعُ لـهُ قـدراً وشــانـاً * حـتـى انـدَرَجَ فـي حُـلـَّةِ الـلـُّطـفِ والأمَـانِ ‏ودَخـلَ بـيـن إخـوَتِـهِ مَـعَ الـصِّـبـيـانِ *‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

فـبـيـنـمـا هو ذاتَ يَـومٍ نـاءٍ عَـنِ الأوطـَان * إذ أقـبـلَ عـلـيـه ثـلاثـة ‏نـفـرٍ* كـأنَّ وُجُـوهَـهُـمُ الـشـمـس والـقـمـر * فـانـطـَلـَقَ الـصِّـبـيـانُ هَـرَبـاً * ووَقـفَ الـنـبـيُّ صـلـى الله عـلـيـه ‏وســلـم مُـتـعَـجِّـبـاً * فـأضـجَـعُـوهُ عـلـى الأرض إضْـجَـاعـاً خـفـيـفـاً * وشــقـوا بطنَهُ شـَـقـاً لـَطِـيـفـاً * ‏ثـمَّ أخـرَجـوا قـلـبَ ســيِّـدِ وَلـدِ عَـدنـانَ * وشـَـرَحُـوهُ بـسِــكِـيـنِ الإحْـسَــانِ * ونـزَعُـوا مِـنـهُ حَـظ الـشـَّـيـطـَانِ * ‏ومَـلأوهُ بـالـحِـلـْمِ والـعِـلـْمِ والـيَـقِـيـنِ والـرِّضـوانِ * وأعَـادُوهُ إلـى مَـكـَانِـهِ فـقـامَ الـحَـبـيـبُ صلى الله عليه وسلم سَــويَّـاً كـَمَـا ‏كـَانَ *‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

فـقـالـتِ الـمَـلائِـكـَة: يـا حَـبـيـبَ الـرَّحـمَـنِ * لـَوْ عَـلِـمـتَ مـا يُـرَادُ بـكَ مِـنَ الـخـيـرِ لـَعَـرَفـتَ قـدْرَ مَـنـزِلـَتِـكَ عـلـى الـغـيـرِ ‏وازدَدتَ فـرَحـاً وسُــرُورَاً وبَـهْـجَـة ونـُوراً يـا مُـحَـمَّـدُ أبْـشِــر فـقـد نـُشِــرَتْ فـي الـكـَائِـنـاتِ أعْـلامُ عُـلُـومِـكَ * ‏وتـبَـاشــرَتِ الـمَـخـلـُوقـاتُ بـقـدُومِـكَ * ولـَمْ يَـبْـقَ شــيءٌ مِـمَّـا خـلـَقَ الله تعالى إلا جَـاءَ لأمْـرِكَ طـَائِـعـاً ولِـمَـقـالـَتِـكَ سَــامِـعـاً ‏‏* فـسَــيـأتِـيـكَ الـبَـعِـيـرُ بـذِمَـامِـكَ يَـسْــتـجـيـرُ * والـضَّـبُ والـغـزَالـَة يَـشــهَـدَانِ لـكَ بـالـرِّسَــالـَةِ * والـشـَّـجَـرُ والـقـمَـرُ ‏والـذئيـبُ يَـنـطِـقـونَ بـنـبـوَّتِـكَ عَـنْ قـريـبٍ * ومَـرْكـَبُـكَ الـبُـرَاقُ إلـى جَـمَـالِـكَ مُـشــتـاقٌ * وجـبـريـلُ شـَـاووشُ مَـمـلـَكـَتِـكَ ‏‏قـد أعْـلـَنَ بـذِكـْرِكَ فـي الآفـاقِ والـقـمَـرُ مَـأمُـورٌ لـَكَ بـالانـشِــقـاقِ *‏‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

***

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلۡ هُوَ ٱللهُ أَحَدٌ (1) ٱللهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدُۢ (4)

قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

وكـُلُّ مَـنْ فـي الـكـَوْنِ مُـتـشـَـوِّقٌ لِـظـُهُـورِكَ * مُـنـتـظِـرٌ لإشــرَاقِ نـُورِكَ * فـبـيـنـمـا الـحَـبـيـبُ صـلـى الله عـلـيـه وســلـم ‏مُـنـصِـتٌ لِـسَــمَاعِ تِـلـكَ الأشــبَـاحِ * ووَجـهُـهُ مُـتـهَـلـِّلٌ كـنـُورِ الـصَّـبَـاحِ * إذ أقـبَـلـَتْ حَـلِـيـمَـة مُـعْـلِـنـة بـالـصِّـيـاحِ * تـقـولُ ‏وا غـرِيـبَـاهُ * فـقـالـتِ الـمَـلائِـكـَة: يـا مُـحَـمَّـدُ مـا أنـت بـغـريـب بَـلْ أنـت مِـنَ الله قـريـب * وأنـت لـه صَـفِـيٌّ وحَـبـيـب ‏‏* قـالـتْ حَـلـيـمَـة: وا وَحـيـدَاهُ * فـقـالـتِ الـمَـلائِـكـَة: يـا مُـحَـمَّـدُ مـا أنـت بـوَحـيـدٍ بَـلْ أنـت صَـاحِـبُ الـتـَّأيـيـد وأنِـيـسُــكَ ‏الـحَـمـيـدُ الـمَـجـيـدُ * وإخـوانـُكَ مِـنَ الـمَـلائِـكـَةِ وأهْـلِ الـتـَّوحـيـدِ * قـالـتْ حَـلـيـمـة: وا يَـتـيـمَـاهُ * فـقـالـتِ الـمَـلائِـكـَة: لله دَرُّكَ ‏مِـنْ يَـتـيـمٍ فـإنَّ قـدْرُكَ عِـنـدَ الله عَـظِـيـمٌ *‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

فـلـَمَّـا رَأتـهُ حَـلـيـمَـة سَــالِـمـاً مِـنَ الأهْـوَالِ رَجَـعَـتْ بـه مَـسْــرُورَة إلـى الأطـْلالِ * ثـُمَّ قـصَّـتْ خـبَـرهُ عـلـى ‏بَـعْـضِ الـكـُهَّـانِ * وأعَـادَتْ عـلـيـه مَـا تـمَّ مِـنْ أمْـرِهِ ومَـا كـانَ * فـقـالَ لـهُ الـكـَاهِـنُ: يـا ابـنَ زَمـزَمَ والـمَـقـامِ ‏والـرُّكـْنِ والـبَـيـتِ الـحَـرَامِ * أفـي الـيَـقـظِـةِ رَأيْـتَ هَـذا أمْ فـي الـمَـنـامِ * فـقـالَ: بَـلْ وحُـرْمَـةِ الـمَـلِـكِ الـعَـلاَّمِ * ‏شـَـاهَـدْتـُهُـمْ كِـفـاحـاً لا أشـُـكُّ فـي ذلـكَ ولا أضَـامُ * فـقـالَ لـهُ الـكـَاهِـنُ: أبْـشِــرْ أيُّـهَـا الـغـُلامُ * فـأنـتَ صَـاحِـبُ الأعـلامِ ‏‏ونـُبـُوَّتـكَ لِـلأنـبـيـاءِ قـفـلٌ وخِـتـامٌ * عـلـيـك يَـنـزِلُ جـبـريـلُ * وعـلـى بـسَــاطِ الـقـدسِ يُـخـاطِـبُـكَ الـجَـلـيـلُ * ومَـنْ ذا ‏الـذي يَـحْـصُـرُ مَـا حَـوَيـتَ مِـنَ الـتـفـضـيـلِ * وعَـنْ بَـعْـضِ وَصْـفِ مَـعْـناكَ يَـقـصُـرُ لِـسَــانُ الـمَـادِحِ الـمُـطِـيـلُ *‏‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

وكـَانَ صلى الله عليه وسلم أحـسَــنَ الـنـاسِ خـَلـقـاً وخـُلـُقـاً وأهـدَاهُـمُ إلـى الـحَـقِّ طـُرُقـاً * كـَانَ خـُلـُقـهُ الـقـُرآنُ ‏وشِــيـمَـتـهُ الـغـُفـرَانُ يَـنـصَـحُ لِـلإنـسَــانِ ويَـفـسَــحُ فـي الإحْـسَــانِ * ويَـعْـفـُو عَـنْ الـذنـبِ إذا كـَانَ فـي حَـقِـهِ وسَــبَـبـهِ * ‏وإذا ضِـيـعَ حَـقُّ الله لـَمْ يَـقـُمْ أحَـدً لِـغـضَـبـهِ * ومَـنْ رَّآهُ بَـدِيـهَـة هَـابَـهُ * وإذا دَعَـاهُ الـمِـسْــكِـيـنُ أجَـابَـهُ * يَـقـولُ ‏الـحَـقَّ ولـَوْ كـَانَ مُـرّاً * ولا يُـضْـمِـرُ لِـمُسْــلِـمٍ غـشــاً ولا ضُـرّاً * مَـنْ نـظـَرَ فـي وَجْـهـِهِ عَـلِـمَ أنـهُ لـَيْـسَ بـوَجـهِ ‏كـَذابٍ * وكـَانَ صـلـى الله عـلـيـه وســلـم لـَيْـسَ بـغـمَّـازٍ ولا عَـيَّـابٍ * إذا سُــرَّ فـكـَأنَ وَجْـهَـهُ قِـطـْعَـة قـمَـرٍ * وإذا ‏كـَلـَّمَ الـنـاسَ فـكـَأنـمَـا يَـجْـنـُونَ مِـنْ كـَلامِـهِ أحْـلـَى ثـمَـرٍ * وإذا تـبَـسًّــمَ ، تـبَـسَّــمَ عَـنْ مِـثـلِ حَـبِّ الـغـمَـامِ * وإذا تـكـَلـَّمَ ‏فـكـَأن الـدُّرَّ يَـسْــقـُطُ مِـنْ ذلِـكَ الـكـَلامِ * وإذا تـحَـدَّثَ فـكـَأنَ الـمِـسْــكَ يَـخـرُجُ مِـنْ فِـيـهِ * وإذا مَـرَّ بـطـَرِيـقٍ عُـرِفَ ‏مِـنْ طِـيـبـهِ أنـهُ قـدْ مَـرَّ فـيـه * وإذا جَـلـَسَ فـي مَـجْـلِـسٍ بَـقِـيَ طِـيـبـهِ فيه أيَّـامـاً وإن تـغـيَّـبَ * ويُـوْجَـدُ مِـنـهُ أحْـسَــنُ ‏طيب وإن لـَمْ يَـكـُنْ قـدْ تـطـَيَّـبَ * وإذا مَـشـَـى بـيـنَ أصْـحَـابـهِ فـكـَأنـهُ الـقـمَـرُ بـيـنَ الـنـُجُومِ الـزُهْـرِ * وإذا أقـبَـلَ لـَيْـلاً فـكـَأنَّ الـنـاسَ مِـنْ نـُورِهِ فـي أوَانِ الـظـُّهـرِ * وكـَان صلى الله عليه وسلم أجْـوَدَ بـالـخـيـرِ مِـنَ الـرِّيـحِ ‏الـمُـرسَــلـَةِ * وكـَان يَـرفـُقُ بـالـيَـتِـيمِ والأرْمَـلـَةِ * قالُ بَـعـضُ وَاصِـفِـيهِ مـا رَأيـتُ من ذي لِـمَّـة سَــودَاءٍ فـي حُـلـَّةٍ ‏حَـمـرَاءَ * أحْـسَــنَ مِـنْ رَسُــولِ الله صـلـى الله عـلـيـه وســلـم *‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

قِـيـلَ لِـبَـعْـضِـهـِم: كـَأن وَجْـهَـهُ الـقـمَـرُ * فـقـالَ : بَـلْ أضـوَأ مِـنَ الـقـمَـرِ * إذا لـَمْ يَـحُـلْ دُونـَهُ الـغـمَـامُ * قـدْ غـشِــيَـهُ الـجَـلالُ ‏‏وانـتـهَـى إلـيـهِ الـكـَمَـالُ * فـقـالَ بَـعـضُ وَاصِـفِـيـهِ : مـا رَأيـتُ قـبْـلـَهُ ولا بَـعْـدَهُ مِـثـلـَهُ * فـيَـعْـجَـزُ لِـسَــانُ الـبَـلِـيـغِ إذا ‏أرَادَ أنْ يُـحْـصِـيَ فـضـلـَهُ * فـسُــبْـحَـانَ مَـنْ خـَصَّـهُ صـلـى الله عـلـيـه وســلـم بـالـمَـحَـلِّ الأسْــنـَى وأسْــرَى بـه إلـى ‏قـابِ قـوسَــيـنِ أو أدْنـَى وأيـَّـدَهُ بـالـمُـعْـجـِزَاتِ الـتـى لا تـُحْـصـَى * وأوفـَاه مِـنْ خِـصَـالِ الـكـَمَـالِ مـا يُـجَـلُّ أنْ ‏يُـسْــتـقـصـَى * وأعْـطـَاهُ خـمْـســاً لـَمْ يُـعْـطِـهـِنَّ أحَـدٌ قـبْـلـَهُ * وأتـاهُ جَـوامِـعَ الـكـَلِـمِ فـلـَمْ يُـدرِكْ أحَـدٌ فـضـلـَهُ * وكـَان لـَهُ ‏فـي كـُلّ مَـقـامٍ عِـنـدَهُ مَـقـالٌ ولِـكـُلِّ كـَمَـالٍ مِـنـهُ كـَمَـالٌ * لا يَـحـورُ فـي سُــؤالٍ ولا جَـوَابٍ * ولا يَـجـولُ لِـسَــانـهُ إلا ‏فـي صَـوابٍ *‏‏

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

ومَـا عَـســَى أن يُـقـال فـي مَـنْ وَصْـفـهُ الـقـرآن * وأعْـرَبَ عَـنْ فـضَـائِـلِـهِ الـتـَّورَاة والإنـجـيـلُ والـزَّبـورُ والـفـُرقـانُ * ‏وجَـمَعَ الله لـَهُ بـيـنَ رُؤيـَتِـهِ وكـَلامِـهِ * وقــَرَنَ اسْــمَـهُ مَـعَ اسْــمِـهِ تـنـبـيـهـاً عـلـى عُـلـُوِّ مَـقـامِـهِ * وجَـعَـلـَهُ رَحْـمَـة ‏لِـلـعَـالـَمِـيـنَ ونـُوراً * ومَـلأ بـمَـولِـدِهِ الـقـلـُوبَ سُــروراً *

اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك عليه

***

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلۡ هُوَ ٱللهُ أَحَدٌ (1) ٱللهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدُۢ (4)

قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق